ارتفاع العقل و دور الانسان في الـقضية الـكبرى

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿  تلك  الدار  الاخرة  نجعلها  للذين لا يريدون  علوا  في  الارض و لا فسادا و العاقبة  للمتقين  ﴾

اولا مقدمة قصيرة: احيانا المقدمة تفتح ابواب الفهم والتفقه في الدين وتوضح لنا آفاق واسعة توضح معالمها ونحن كمؤمنين أساسا مطلوب منا ومأمورون بالتأمل والتدبر والتفكر في حياتنا وبما يدور حولنا في هذا الكون وان لا نعيش في غفلة كما قلنا وفي غمة. انما يجب ان تكون الامور واضحة جدا.

هذا الانسان ينزل من بطن امه فلا يشغل سوى حيز صغير –نصف متر- هذا مهده ومنامه، ربما في حجر امه. هذا الانسان اذا غادر الحياة لا يشغل ايضا سوى حيز من متر ونصف اسمه القبر. بين هذا وهذا، بين المهد، بين نزوله من بطن امه وبين نزوله في القبر يتحرك هذا الانسان يعمل هذا الانسان. حركة هذا الانسان ماتأخذ شيء، انت تعمل ثمان ساعات في اليوم فيقتضي عملك ان تاخذ اجرا في مقابل العمل والاجر الذي تأخذه يساوي العمل الذي تقوم به. على كل ساعة كم تاخذ مثلا؟ ايضا المسئلة صارت محدودة.. الاكل الذي تاكله ايضا محدود، لا تستطيع ان تاكل في لحظة واحدة في ساعة واحدة خمسين اكلة. انت اكلك محدود لان الظرف والمجال الذي يحتوي الطعام الذي تأكله شيء اسمه المعدة، ايضا محدود، لا تستطيع، رأيت امامك مائدة سخية فيها ما لذ وطاب، هل تستطيع ان تاكل هذه المائدة كلها؟ لا، لا تستطيع. عندك ملابس في البيت جيدة تعتز بها، تستطيع ان تلبس كل الملابس وتخرج في الشارع؟  فما تستطيع الا ان تاخذ ثوب واحد نوع واحد من اللباس، الطعام كذلك.. المنام، عندك قصر، تريد ان تنام، هل تستطيع ان تنام بكل القصر؟ بكل غرفه وابعاده واسرته؟ لا، منامك ايضا محـدود، سرير واحد.. هذا السريرفي قصر, عندك كبير خدم وحشم تقول لهم هذا قصري انا اريد ان اتمدد بالقصر يقولون لك كيف تتـمدد بالقصر؟ انت عندك سرير تنام عليه! اذا تريد ان تنتقل بسريرك من غرفة الى غرفة ومن خباء الى خباء، اخبية القصر يعني، ايضا يفاجئك سلطان النوم والنعاس فما تبصر طريقك، تقع فتنام! لاحظوا هذه الامور..

بعد ذلك ايضا المسئلة الكبرى انه انا جئت الى الحياة ليس بامري ولا احد اخذ اذني اذا كنت انت تحب تاتي الى الحياة ام لا، وفي ساعة المغادرة كذلك، القضايا محدودة، لكن عندما تاتي، اذا جئت الى الجانب العبادي ايضا تلاحظ الاعمال محدودة، عندك صيام شهر رمضان ثلاثين يوم تصوم، اذا تريد ان تتزود فتصوم واحد وثلاثين يوم, يقول لك الله لا يجوز لان واحد وثلاثين يصادف يوم العيد وحرام صيامك, لا يجوز، لازم تاكل يوم العيد، الهي اريد اطول انا! ليس برغبتك! عندك ثلاثين يوم تصومها وخلاص. تريد تصلي الصلاة ايضا محدودة امامك، تريد ان تقرأ القران, القران ايضا، تختم القران باليوم والليلة؟ تستطيع ان تختم القران باليوم والليلة لكن كل الوقت تستطيع ان تختم القران؟ هذا الجانب الايماني لانني اتحدث عن المؤمن.. في المقابل احبتي لاحظوا الدقة، هذه الصورة ضعوها امامكم، انظروا اليها، في المقابل عندما نتامل نجد ان وراء هذا الكون امرا عظيما.. وهذا الامر العظيم مرتبط بقضية عظيمة في وجود الانسان، في وجودك انت، اضرب لكم بعض الامثلة لاحظوها جيدا.. انت تصلي وتعمل عمل خير ، الله تبارك وتعالى هو ارحم الراحمين، يعطيك الجنة، لكن القران يتحدث عن الجنة، انت هنا في الحياة اذا بيتك صار اكثر من الفين متر تستوحش منه، يقول الله لك الجنة التي تنتظرك عرضها السموات والارض، هذا نفكر فيه ام ما نفكر فيه؟ ماذا يعني عرضها السموات والارض؟ انت تعلم ان كل هذه النجوم والمجرات التي نراها باعيننا هي في السماء الاولى، سماء الدنيا. (ولقد زينـا السـماء الدنيا بمصابيح) فكل ما تراه العين هو في السماء الاولى، وهناك كواكب ونجوم تبعد عنا الاف السنين الضوئية، الله يقول هذه الجنة التي اقدمها لك، الله لا يقول في القران ان هذه الجنة التي عرضها السموات والارض كل الناس حشر يحشرون فيها، لا، يقول بتفسير اهل البيت ورؤيتهم للحق عن هذه الجنة اقل مؤمن يعطى قصر واحد في الجنة اكبر من الدنيا بسبعين الف مرة، من الذي يسكن في هذا القصر؟

تأملوا احبتي، نحن احيانا تحصل حجب على اعيننا، غشاوة، ختم على قلوبنا، وقر في اسماعنا، نسمع ولا نعي، نرى ولا نفهم، هذه الامور التي امامنا في الجنة ولذلك الشرط الاساسي لفهم هذه الامور هو الايمان باليوم الاخر، والايمان باليوم الاخر متصل بالايما ن بالله، بالانبياء، بالكتب، بالرسل، بالائمة، برسول الله صلى الله عليه واله وسلم، باهل البيت الى الامام صاحب العصر والزمان وانت تؤمن ايمانا قاطعا بانك مأموم لهذا الامام ومأمور باتباعه، ومأمور بطاعته..

هذه الامور التى نراها، قصر اكبر من الدنيا بسبعين مرة، بسبعة الاف مرة، بسبعين الف مرة، انت تصور قصر اكبر من الدنيا ، لا يقول لك اكبر من الارض، هذا الطرح جدا عجيب، هذا من اهل البيت لاحظوه جيدا، انظر من الذي يسكن في هذه الجنة التي هي اكبر من الدنيا بسبعين الف مرة؟ انت تسكن؟ انت اذا اتسع بيتك اكثر من الف الفين متر تستوحش! فمن انت يابن آدم؟ تسأل نفسك ام ما تسأل نفسك؟ انت الذي الله سبحانه وتعالى مهييء لك هذه الجنان وهذا النعيم، من انت وما هو العمل الذي تقوم به؟ هي هذه صلاتك التي تصليها ركعتين الصبح، الظهر والعصر اربعة اربعة،المغرب ثلاثة, العشاء اربعة، هذه نفسها تستحق من اجلها هذا العطاء الكبير؟  ثم في مجال آخر، ان هناك امتداد واتساع لحياتنا نحن ونحن في الارض، هل تستطيع ان تصلي ركعتين كما يصليهما الابدال؟ الابدال جمع بديل، هؤلاء قوم جعلهم الله في الحياة اذا مات منهم شخص لابد ان يكون احد اخرمكانه, لان عددهم محفوظ، خمسة وثمانون عددهم.. ابدال، هؤلاء تطوى لهم الارض، يحضرون عند الامام الحسين يزورون وبنفس اللحظة تراهم على جبل عرفات، هؤلاء الابدال.. هل يستطيع احد منا ان يصل الى معرفة صلاة بديل من الابدال؟ هل يستطيع احد منا ان يصل الى معرفة صلاة ولي من الاولياء؟ لان الصلاة تتبع المعرفة، حجم المعرفة .. انت تراهم امامك صفوفا يصلون، لكن كل واحد منهم يحمل احساس ومعرفة خاصة بالصلاة، ترى الواحد منهم عندما يكبر, الله اكبر فاضت عيناه بالدموع، وواحد اخر يكبر وما عنده خشوع، كلهم صلاتهم مقبولة انشاء الله، لكن درجات، هذا صلاته متصلة بالملأ الاعلى، (عاشوا مع الناس بابدان ارواحها معلقة بالملأ الاعلى).. هل تستطيع ان تصلي ركعتين من صلاة الامام المعصوم؟ لا تستطيع. هل تستطيع في يوم واحد ان تصلي الف ركعة صلاة الامام المعصوم ؟ لا تستطيع. انظر هذا الجانب الاخر الذي ينفتح علينا في الحياة حتى يفهمنا و يعلمنا ان وراء هذا العالم قضية كبرى يجب ان نلتفت اليها…

يأتي الإمام الصادق سلام الله عليه يقول لك: خذ هذه المسبحة بيدك، بعد الصلاة الفريضة او اي وقت آخر اربعة وثلاثون الله اكبر، ثلاثة وثلاثون الحمد لله، ثلاثة وثلاثون سبحان الله، يقول: هذه تسبيح امنا فاطمة الزهراء.. انظروا كيف يتحدث الإمام، يقول: من سبح تسبيح فاطمة، هذا التسبيح الذي هو لا يستغرق من الوقت سوى اقل من دقيقة واحدة، الامام يعطيك ثمن هذا التسبيح الذي لا يأخذ من عمرك الا دقيقة, اقل من دقيقة، يقول : ان تسبيح فاطمة عليها السلام عندي افضل من الف ركعة اصليها تطوعا لله.. يعنى هذا التسبيح الذي هو ما ياخذ من وقتك الا دقيقة واحدة بعلم الله يسجل الف ركعة ليس انت تصليها، الإمام يصليها نيابة عنك! وتنظر مسجل لك صلاة، ومادام الإمام الصادق نقلها تؤخذ من صلاة الامام الصادق، هو نفسه بابي وامي، توقيعه، فتاتي انت تلاحظ عندك صلاة الف ركعة، انا في اليوم يمكن عشر مرات اسبح تسبيح الزهراء يعني عشرة آلاف ركعة، لا، مئة مرة، لا تتوقف، الله جواد كريم، كل ما تعطي الله يعطيك اكثر، لا تخاف! اذا مئة مرة ادرت هذه المسبحة، مئة في الف يعني مئة الف ركعة يصليها الامام مسجلة في سجلك وبتوقيع الامام ابي عبد الله الصادق سلام الله عليه .

هذا العمل يقتضي منا ان ننفتح على افاق اخرى، هذا العمل ما يقتضي منك انك انت فقط تفكر بحياتك البدنية، بحياتك الجسدية، بحياتك المادية، هناك شيء آخر،  شيء اخر اكبر من المال واكبر من الطعام واكبر من كل شيء.. سيدي انا اريد ان اختم القران، نعم، اختم القران، القران ياخذ منك عشر ساعات لختمه، تستطيع ان تختم القران يوميا عشر مرات؟ عشرة في عشرة مئة ساعة، هو النهار كله والليل اربعة وعشرين ساعة! يأتي امير المؤمنين سلام الله عليه يقول اذا قرأت ثلاث مرات سورة قل هو الله احد، اولا يربطها يقول هذه تشبه الايمان بالولاية، لان من يؤمن بالولاية ويحب عليا بقلبه هذا يأخذ ثلث الايمان، من احبه بقلبه ولسانه اخذ ثلثي الايمان، من احبه بقلبه ولسانه ويده اخذ الايمان كله من امير المؤمنين سلام الله عليه لانه هو كل الايمان. يقول ثلاث مرات تقرأ سورة قل هو الله احد الملائكة يسجلون لك ختمة قرآن. كم مرة تستطيع انت ان تكرر قل هو الله احد؟ في جلسة واحدة -هي عشر دقائق المئة مرة- في جلسة واحدة اضرب ثلاثة في عشرة ثلاثين يعني نصف ساعة ثلاثمئة قل هو الله احد معناه مئة ختمة قرآن في نصف ساعة. مئة ختمة قرآن وهذا ايضا بتوقيع علي امير المؤمنين صلوات الله عليه.

مادامت القضية بهذا الشكل وانت تدرك ان وراء هذا العالم هناك قضية كبرى، ان وراء هذا العالم هناك امر عظيم، يجب ان ترتفع بنفسك وبعقلك، لماذا ارتفع؟ حتى تدرك القضية! اذا ما ترتفع بعقلك ما تدرك. الان انا لما اذكر الامام صاحب العصر والزمان ماذا تصنعون؟ تضعون ايديكم على رؤوسكم لما نذكر الامام، هذا معناه ماذا؟ معناه هناك قضية موقعة في قلبك وماتقبل نقاش وما تقبل شك ابدا، ان الامام روحي له الفداء عندما يظهر اول عمل يقوم به الامام وهو بين الركن والمقام، والصوت من السماء الى الارض والشمس خرجت وطلعت من مغربها ، اول عمل يقوم به الامام في تلك اللحظة انه يضع يده على رؤوس العباد المؤمنين، ماذا يعني يضع يده على رؤوس العباد المؤمنين؟ انت دائما تضع يدك على رأسك فما ممكن الامام يتركك. انت كلما تذكر الامام تضع يدك على رأسك، الامام يتركك؟ لا! …[هناك] فرق بين واحد يضع يده على رأسه عندما يذكر الامام وواحد يستهزيء بالامام.. سامعين الفضائيات ماذا تصنع هذه الايام احبابي؟ نحن مشغولين عنهم، فضائيات تستهزيء بالامام.. استهزاء.. هذا شيخ يطلع في قناة معروفة يستهزيء بالامام صاحب العصر والزمان يضحك عليه، ويطلع واحد يخابرهم وهو شيعي وهو منهم ليس شيعي هذه فبركة، انتبهوا اليه، الذي يخابر يقول انا شيعي وهو ليس شيعي بريء منك التشيع ومن اشكالك.. يخابره وبعد ذلك يطرح عليه دليل وهذا يرد عليه بتأتأة وفأفأة حتى يبين ان الشيعة ضعفاء وهو من عندهم! ومن نفس الاستديو يخابره.. فيخرج يستهزيء بالامام ولذلك (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا) لما تطلع الشمس من المغرب يا ناس يا عالم باب التوبة يغلق. ليس هناك توبة ولذلك الان الواحد لازم يهيئ نفسه. اذا طلعت الشمس كل واحد يؤمن، هذا صوت جبرئيل والشمس طلعت من مغربها.. فالتوبة ليست مقبولة، نهائيا! الان باب التوبة مفتوح.. حتى الشيطان، حد الشيطان الى طلوع الشمس من المغرب. الإمام صاحب العصر يضرب الشيطان يقتله، تبقى النفس وتبقى الارض ملئت قسطا وعدلا، ما في شيطان بعد! النفس الامارة موجودة لكنها في هذه الاجواء تستقيم وتمشي بشكل جيد.

اذن هذا الامام روحي له الفداء لما يخرج يضع يده على رؤوس العباد، الرواية تقول: فتكتمل عقولهم، يعني الحضارة والعلم الذي يخرجه الامام صاحب العصر والزمان، المهدي المنتظر سلام الله عليه،  لا تستطيع البشرية ان تتحمل هذا الشيء. نحن اين الان الانترنيت، والطيارة ومخبوصين تصورنا ان الدنيا انتهت! J لذلك يرفع مستواك العقلي.. يضع يده على رأسك، ترتفع، اذا ارتفع العقل القلب يقوى. ولذلك المشكلات كلها سببها ضعف العقل، في الاسرة مثلا, الاب الناضج عقليا ما عنده مشكلات كثيرة في الاسرة. المجتمع كذلك، الملك، السلطان كذلك. فالامام يأتي بابي وامي اذا وضع يده – هذه معجزة لانه في لحظة واحدة يضع يده على رؤوس العباد وهذا الشيء لا نعرفه نحن، لانه خارج عن قدرتنا.- لما يخرج الامام بمجرد ان يضع يده على رؤوس العباد تكتمل العقول، العقل لما يكتمل ماذا يعني؟ يعني الدين اكتمل، لان الله لما خلق العقل قال له اقبل اقبل، ادبر ادبر، قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو احب الي منك ولا اكملتك الا في من احب. فالامام لما يضع يده يعني انت وصلت الى محبة الله الى حب الله الى اقصى درجات الحب الى اقصى درجات الطاعة الى اقصى درجات المعرفة. القلب في المقابل يقوى، لان هذا القلب متصل ايضا بالعقل، بل ان العقل وظيفة واحدة من وظائف القلب. (الم تكن لهم قلوب يعقلون بها) مثل (اعين يبصرون بها) (آذان يسمعون بها) قلوب يعقلون بها.

اذا صارت المسئلة بهذا الشكل احبتي، فمعنى ذلك انك تتعامل مع اهل البيت ومع هذه الحقيقة ومع  الله – كما ذكرت لكم (وسخر ما في السموات وما في الارض جميعا منه) –كل شيء في الوجود الله سخرها لكم، فمن الذي ينتفع بهذه الطاقات الهائلة في الوجود؟ الإمام الحجة المهدي صاحب العصر والزمان. الارض متجهة اليه، الكون متجه اليه، قلوبكم متجهة الى الامام سلام الله عليه، (ونحن ايضا احبتي في عصر الفتن والظلمات الان، اقبلت علينا الفتن كقطع الليل المظلم، لماذا؟ لاننا في عصر الظهور. فهذه الفتن تضرب فيها مقدساتنا، تضرب فيها رموزنا، نهاجم علنا، شايعات ضدنا، دعايات موجودة، هذه قاعدة عامة، اصحاب السلطة والمال دائما عندهم حالة خاصة ضد من يذكر الناس بالله. الذي عنده سلطة ومال يقف ضدك مثل قارون، كيف وقف ضد موسى؟ وكيف اثار الشبهات ضد موسى وهذه لاحظوها، خصوصا اهل الكلمة الحق اصحاب المنبر، ترى مجاميع كبيرة من الحفاة والصعاليك في العالم يقفون ضد هذا المنبر ويهاجمون هذا الخطيب ولكن تبقى القضية هذه حتى عند الحسين، نحن نصعد المنبر لابي عبد الله الحسين لامام رفعوا رأسه على الرمح يقرأ القرآن والشائعات ضده انه خارجي! ماذا كانت الشائعات ضد الحسين؟ انه خارجي لاسقاط سمعة الامام الحسين سلام الله عليه. لان هذا الذي يريد ان يسقط سمعتك هو ما عنده سمعة، يزيد بن معاوية عنده سمعة؟! عمر بن سعد عنده سمعة؟ فما يحتمل يرى الامام الحسين وله نور، لا يحتمل. وحق الحسين انا الان يمكن اكثر من خمسين سنة على المنبر انعى الحسين وابكي عليه، اكثر من خمسين سنة، لان من طفولتي وعمري خمس سنين، لاحظ اقول بحق الحسين هناك قضايا موجودة الى الان انا ما ذكرتها عن الحسين من مصائب سيد الشهداء، ما اذكرتها واذا اذكرها اشارة من بعيد.. ولكن انتم اذهبوا وراجعوا التاريخ وتاريخ اهل البيت، اقرؤوا في بحار الانوار، اقرؤوا في الوسائل، في ابواب الدفن عند الحر العاملي، هذا من ابناء حر بن يزيد الرياحي ، حر العاملي من جبل عامل، لاحظوا الحر العاملي ماذا يقول عن رأس الحسين وهذه التي انا لا استطيع ان اقولها. انظروا العلامة المجلسي ماذا يقول عن رأس ابو السجاد لما ادخلوه على يزيد. تتصور يعني وضعوه في طشت من ذهب؟ هذا بعدين وضعوه، لما دخلوا بالرأس الحالة والقضية بحيث واحدة من بنات الامام الحسين والسيدة الرباب اغمي عليها، لانه، يعني لا استطيع ان انقل لكم الخبر،   ولكن هي فقط اشارة، الخبر كله لا تستطيعون ان تتحملوها انتم ولا انا سوف اقولها ابدا، فقط اشارة واحدة انهم لما دخلوا على يزيد رموا رأس الحسين بين يديه. هذه اشارة واحدة.. انت حبيبك ابو السجاد، نحن واحد عزيزنا يموت نبكي عليه…)

هذه الامور لاحظوها احبابي. ولاحظ ما هو المطلوب منك ومن عندنا.  نحن يجب ان نرتفع، نرتفع بمستوانا احبابي. اذا ياتي احد يتعرض لك هو الذي يتحرش فيك ويريد منك ان لا تتكلم، الان التحرش موجود ضد اهل البيت، ضد ائمتنا، ضد الشيعة والتشيع. هذا الخطيب الذي صعد على المنبر نصف ساعة كان يهاجم الشيعة، ويتكلم ضدهم ويقول هؤلاء مجوس، ولا احد يذكره طبعا. هؤلاء هاجمونا، هاجموا ائمتنا، استهزؤا بالامام امير المؤمنين، استهزؤا بالتشيع، والتشيع والامام امير المؤمنين وائمتنا على رؤوسنا وفي قلوبنا، استهزؤا بالمرجعية، ونحن المرجعية خط احمر، ما في احد يتجاوز هذا الخط، المرجعية عندنا شيء مقدس، ما يأتي احد يزايد علينا بالمرجعية، نحن نعرف المرجعية وقدرها ومحبتنا للمرجعية ودفاعنا عن المرجعية في كل العالم. المرجعية تمثل الامام صاحب العصر والزمان، التفافنا حول المرجعية هو خطوة في طريق الامام، في طريق الظهور. الدفاع عن المرجعية كذلك، فما نسمح،المرجعية خط احمر، فلا يتعجل احد يفسر ويزايد، لا، هذه امور محفوظة ولا يختلف عليها اثنان.. ابدا.. (من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا لهواه، مطيعا لامر مولاه ) وهؤلاء مراجعنا هكذا، امضوا سنين طوال في قال الباقر وقال الصادق، ويستخرجون هذه اللآليء والدرر ويعطونها، انت مثلا لما تذهب للعلامة المجلسي، انظر المجلسي من هو،الشيخ الكليني صاحب الكافي، الشيخ الطوسي، العلماء الكبار، الشيخ الصدوق، هؤلاء العلماء الماضين والعلماء المعاصرين ايضا. الامام يقول ( او لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني) لا احد يتطاول ويتجرأ على مقام المرجعية، لكن بنفس الوقت انتبهوا للذين تطاولوا على مقام امير المؤمنين علي، و مارأيت احد منكم رد عليهم ولا احد ذكرهم. انتبهوا للذين تطاولوا على مقام الامام صاحب العصر والزمان سلام الله عليه. تذكرون الكلباني؟ كيف تطاول على الائمة جميعا وعلى امير المؤمنين وعلى التشيع وعلى الشيعة وصفهم بالكفرة، على امير المؤمنين يقول انه كافر. وانا كنت اتمنى صوت يرد على الكلباني، لا احد رد عليه. انا كنت وقتها في البصرة ورديت عليه.  هذه الواحد يلتفت اليها احبابي، ويلاحظ انه ايضا هذه لها حساب، لا تمر هذه الامور بلا حساب. ومع هذا كله اقول لكم نحن عندنا ثوابت في مقدساتنا لا نتساهل فيها ابدا.. يجب ان نحفظها، نحفظ الروضات المقدسة، ونحفظ مقدساتنا، ونحفظ  كل كلمة لاهل البيت ونحفظ منبر الحسين، ونحفظ هذه المدرسة العظيمة مدرسة سيد الشهداء نحفظها.

فيأتي الامام يقول لك: انت هل يمكن لك ان تعيش مع رسول الله سبعة الاف سنة؟ – لا والله سيدي، يقول: لكنك اذا ذهبت لزيارة الحسين، [في عزاء طويريج، علماء كانوا يشتركون فيه، علماء مراجع يشترك في عزاء طويريج، سيد عبد الهادي الشيرازي رحمة الله عليه العلماء الكبار كانوا يشتركون في عزاء طويريج يمشون ويركضون ركض (هالله هالله احسين وينه) هذا حضاري، هذا موقف حضاري، هذا ليس شيء بسيط حبيبي، لا تتصوره بسيط ابدا. هذا عزاء طويريج يخيف الطغاة، يهز العروش، لان هؤلاء يركضون ركضة واحدة الى الحسين وهم على اتم استعداد ان يقتلوا او يذبحوا او تقدم رؤوسهم، ليس عندهم مانع، قضية الحسين، كانما الحسين واقف بباب الخيمة غارق بالدم ينادي الا هل من ناصر ينصرنا؟.. كلكم تنصرون الحق وكلكم تسمعون الامام الحسين ينادي هذا النداء وتنطلقون.]

 اذن القضية كبيرة احبتي. اذا سمعت الدمعة تطفئ جهنم لا تستكثر، اذا سمعت الامام يقول (كل خطوة الى كربلاء حجة وعمرة مع النبي) لا تستكثر هذا الكلام، لا تقل هذا كثير، ابدا. لان الله لما اراد ان يعرف حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه واله وسلم رفعه الى اعلى عليين. (ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى اوحى اليه الجليل ما اوحى ) ما هي المسئلة؟ يقول ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى)، يا رسول الله ماذا رأيت؟  قال: رأيت اهل بيتي، امير المؤمنين، فاطمة ( هذه التي دفنوها بالليل، لا تنسوها احبابي، لا يمكن تنسون الزهراء، ابدا، لانها في قلوبكم، دفنوها في الليل وضلعها المكسور، طوت دموعها على ضلعها المكسور الكسير ، طوت دموعها على جنينها (ولدها) محسن، وبالليل ووصت امير المؤمنين (ابلغ سلامي لشيعتي ) نحن ننتظر منها موقف في ساحة المحشر (ابلغ سلامي لذريتي يا امير المؤمنين – اولادي السادة العلويات في العالم يا علي ابلغهم سلامي، انظر كل سيد كل علوية في هذه الارض الان امير المؤمنين يحمل له/لها سلام من الزهراء سلام الله عليها، لانها رأت هذه المجالس)،  — (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) ماذا رأيت يا رسول الله؟ قال رأيت عليا امير المؤمنين، ابنتي فاطمة الزهراء، رأيت الحسن، رأيت ولدي الحسين.. هذا ليس بالعرش، العرش شكل آخر، (رأيت عن يمين العرش مكتوبا ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)، لا، رءآهم على حقيقتهم… ورأيت الحسين عليه السلام ورأيت السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري، ثم يقول: ورأيت ولدي المهدي واقفا بينهم يصلي كانه فلقة قمر طالع كانه البدر في ليلة تمامه وكماله. وفي رواية اخرى (كانه كوكب دري).

فمعناه ولا احد يستطيع ان يعرفهم ببساطة، يجب ان ننظف قلوبنا وقلوبنا نظيفة، نبتعد عن الحرام، نحفظ السنتنا من الخنا والغيبة والنميمة، نحفظ اسماعنا من الباطل يا شباب والغناء. ونحفظ السنتنا وعيوننا حتى نرى الحقيقة امامنا. فاذا عرفتم هذه الحقائق احبتي وشاهدتموها بام اعينكم بعد ذلك تدرك ان لك دورا عظيما في الحياة. فلا تبع هذا الدور، لا تتخلى عنه، اذا تخليت عن الدور ينطفيء الانسان. عندك دور عظيم، عندك هؤلاء الاطياب اهل البيت انصرهم، انصرهم بكلمة، انصرهم بموقف، انصرهم بكتاب، انصرهم بأي شيء، شجع الناس، قل لهم اذهبوا الى كربلاء، هذه ايام الحسين، هذه ايام الاربعين. اذهبوا الى كربلاء ولعلكم تلتقون هناك بالإمام زين العابدين، تلتقون بجابر بن عبد الله الانصاري، هذا صحابي جليل. مسلم ابن عوسجة صحابي جليل. هاني ابن عروة من اصحاب النبي كان. جابر ابن برز الانصاري – غير هذا- كان من اصحاب النبي، انس ابن الحرث الكاهلي من اصحاب رسول الله ، الذي ذكّر الامام الحسين على الصلاة، هو ذكرها، ابو تمام الصائدي، هذا كان من اصحاب رسول الله، هؤلاء كانوا مع الامام الحسين سلام الله عليه، الان ايضا في ثراه: (السلام على الارواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك).. يقف جابر بن عبد الله الانصاري في هذه الايام، الان جابر  في طريقه الى كربلاء من المدينة.

ونحن راجعون من العمارة الى البصرة، عندما اكملنا مجلس العمارة ونحن راجعين الى البصرة، فقبل دخولنا الى البصرة هناك منطقة اسمها ابوصخير، غير ابو صخير النجف، ابو الصخير بوابة البصرة فيها حسينية، فهذا صاحب الحسينية كان معنا رجل طيب، قال انه اذا تحبون تجددون الوضوء نصلي بهذه الحسينية، قلت لا بأس. فهو يظهر بيننا وبين الحسينية كان عشر دقائق، (هذا انقل لكم الخبر حتى تعلموا شيعة اهل البيت واستعدادهم)، فبيننا وبين المكان عشر دقائق، ونحن نمشي في قافلة نمشي فيها. يظهر هو هذا الرجل بطريقة معينة اتصل بهؤلاء ان نحن جايين نصلي بهذا المكان. الى ان وصلنا الله يعلم ويشهد اكثر من عشرة الالاف من الشباب حضروا، كيف حضر هذا العدد؟! طبعا الذين معي قالوا اكثر من ستة عشر الف عشرين الف حضروا، في عشر دقائق هذا التجمع، كانما على روؤسهم الطير ينتظرون فقط يريدون ان يسلموا علينا. جالسين وانا صعدت على المنبر وما كانت عندي ساعة امامي فبقيت قرابة ساعتين الا عشر دقائق، لا انا حسيت بالوقت، واذا رجال ونساء، قلت يا سبحان الله، قبل ان اصعد المنبر جاءني رجل، شاب، سلم علي رددت عليه السلام، يبكي، قلت ما بك لماذا تبكي؟ هذا عنده موكب يستقبل الزوار، الان تدرون الطريق من البصرة الى كربلاء من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة، من بغداد الى كربلاء، ما في منطقة في العراق الا تذكرها كل الطرق مواكب بالطريق هؤلاء يعملون الطعام والماء والخدمة للزوار، لزوار ابو السجاد. فهذا عنده موكب فيظهر فيه بعض الناس جايين قالوا له ارجع عن الطريق انت ماخذ مكان واسع. فأتى مهضوم يبكي، جاء عندي يبكي. يقول يا شيخنا انا انهضمت، هذه خيمة مالتي ردوها.. سبحان الله، انا هدأته، شفت نفسي انا صرت ابكي، قلت له حبيبي انت خيمتك ردوها اشوية عن الطريق وقاعد تبكي، تلك التي حرقوا خيمتها كيف حالها؟ كيف هضيمتها كانت؟ حميد ابن مسلم يقول اشتعلت النار بالخيام عمر بن سعد قال احرقوا بيوت الظالمين. يقول رأيت امرأة كانها الشمس الطالعة واقفة والنار تقترب اليها. قلت لها: امة الله، النار النار! قالت: يا هذا ان لنا في الخيمة عليلا… وانا لاحظت قسم من البنيات بنات الامام الحسن، – بنت الامام الحسن عمرها اقل شيء عشر سنوات لان بين موت الامام الحسن وبين كربلاء عشر سنين- رأيت اثنتين من بنات الامام الحسن قتلتا في هذا المكان، في الهجوم على الخيام وحرق الخيام تحت حوافر الخيل وبالنار. واحدة اسمها ام الحسن والاخرى ام الحسين. الان التي بقوتها وبذكائها طلعت من الخيمة والنار باطراف ثيابها هذه فاطمة الصغيرة وانا حسب تحققي من القضية واستقرائي رأيت انها رقية سلام الله عليها، هي نفسها رقية كانت. وينقل الرواية حميد ابن مسلم، الان اهل البيت يذكرونها مافي مانع ان [ينقلها] واحد مثل حميد بن مسلم لعنة الله عليه – هذا اخذ رأس الامام الحسين الى الكوفة مع خولي بن يزيد- لكن الرواية واضحة، يقول: رأيت هذه الطفلة خرجت والنار تستعر باطراف ثيابها، (هو يقول) رق قلبي لها عدوت خلفها وهي فارة على وجهها، خافت من عندي انا. ثم فاجئتها وقفت امامها مديت يدي حتى لا تتحرك. يقول: اول مرة نظرت لي قالت شيخ انت لنا ام علينا؟ قلت سيدتي انا لا لكم ولا عليكم انما هي النار اردت اخمادها. يقول: ما حاسة بالنار، خمدت النار. بعد ذلك التفتت الي، سؤال ثاني عندها. قالت شيخ هل قرأت القرآن؟ قلت نعم قرأت القران. قالت: فهل عرفت قول الله تعالى (فاما اليتيم فلا تقهر)؟ قلت نعم قرأت ذلك. قالت بالله عليك لا تؤذيني انا يتيمة الحسين.

To Download the File Please follow this Link